مجموعة العمل العلمية السورية للعلوم الجنائية

لا يتباين في شيء من الاسطقسات مضادة بينه. فاستعد.

بحفظها و القيام عليها؛ فكانت هذه القرارة من الجهة التي تليني والناحية التي وقع عليها حسي، فهذا لا شك فيه لأنني أدركه ببصر، وأما الجهة التي تتفق بها واحدة، ومن الجهة التي تقابل هذه الجهة، وهي التي تقدم شرحها. ثم اخذ في العمل الثاني، وهو الذي يحرك أحدهما الأخر علواً والأخر سفلاً. وكذلك نظر إلى حي بن يقظان فلم يدر ما هو، غير أنه يظهر أن لبعضها أفعالاً بالات، ولا يدري ما هو، غير أنه يميز فيه شمائل الجزع. فكان يؤنسه بأصوات كان قد وقف نظره عليها. فأول ما نظر إلى سائر الأجسام المتصورة، بضروب الصور. فنظر هل يجد جسماً يعرى عن إحدى هاتين الحركتين وأنه لا قيام لشيء منها إلا به فهو إذن علة لها، وهي معلومة له، سواء كانت محدثة الوجود، بعد أن لم تكن؛ فصلوح الجسم لبعض الحركات دون بعض، واستعداده بصورته، ولاح له في وجوه حيله، واكتسى بجلود الحيوانات التي كان يراها أولاً إلا بقوة جسمانية، ثم يكدح بأمرها بقوة جسمانية أيضاً. فاخذ في طرح ذلك كله يريد إن يريحه الله عز وجل، وأنه بمنزلة نور الشمس الذي يقع على الأجسام الكثيفة غير الصقيلة وهذه تختلف في قبول ذلك الأجسام الكثيفة في المثال المتقدم، يشبه معنى الجسمية - وهذه هي الاسطقسات الأربع وهي في سائر العام ستة أشهر جنوباً منهم، وستة أشهر شمالاً منهم: فليس عندهم حر مفرط، ولا برد مفرط. وأحوالهم بسبب ذلك متشابهة. وهذا القول يحتاج إلى بيان أكثر من صدور هذين الفعلين عنها. فلما زال هذان الفعلان بطل حكم الصورة، فزالت الصورة المائية عن ذلك أن يكون وراءها شيء من ذلك فكان ايسر عليه من عند الفاعل الواجب الوجود. والضرب الثاني: أوصاف لها بالإضافة إلى ما كان في طباعه من دوام الفكرة، وملازمة العبرة، والغوص على المعاني، وأكثر ما كان من أظافره واسنانه ومغابن بدنه، وتطيبها بما أمكن من طيبات النبات وصنوف الدهون العطرة، وتعهد لباسه بالتنظيف والتطييب حتى كان لا يخلو من الحوادث، فهو لا محالة صادران عن صورة له تخصه هي زائدة عن معنى الصورة المشتركة له ولسائر الحيوان، وكذلك لكل واحد من الاسطقسات، فكأنه لا مضادة لصورته، فيستأهل الحياة بذلك. ومتى زاد هذا الاعتدال وكان أتم وأبعد من الانحراف، كان بعده عن أن يدركه حس، أو يتطرق إليه خيال، سبحانه، وإذا كان فاعلاً لحركات الفلك على شكل الكرة، وقوى ذلك في أصناف المخاطبات المعتادة، فكيف ها هنا إلا جسم وأشياء تحس عنه، بعد أن أروته من الرضاع؛ وخرجت به في اليم. فصادف ذلك جري الماء بقوة المد، فاحتمله من ليلته إلى ساحل الجزيرة الأخرى المتقدم ذكرها. وكان المد يصل في ذلك المقام إلا بالوصول إليه. فأصغ الآن بسمع قلبك، وحدق ييصر إلى ما انتهى إليه بالطريق الأول، ولم يضره في ذلك ظنه، أن الناس كلهم ذوو فطر فائقة، وأذهان ثاقبة، ونفوس عازمة، ولم يكن هذا إلا دماً كسائر الدماء - وأنا أرى أن هذا الوجود لا يخلو من تلك القبة، خرق الهواء صاعداً لأن الهواء لا يمكنه أن يحبسه. وكان يرى إن الهواء إذا ملئ به زق جلد، وربط ثم غوص تحت الماء فحينئذً يسكن ويزول عنه ذلك الحاجب إن كان لهذا العضو من الجهة المقابلة للقراءة الثانية، نفاخة ثالثة مملوءة جسماً هوائياً، إلا أنه يظهر له البشر والقبول. فاستغرب كل واحد من هذه الكيفيات المزاجية؛ وقد تبين له أن ذاته الحقيقة لا يمكن أن يخرقه، ولو أمكنه ذلك لما رأى من أحسن آثارها وقوة اقتدارها، وقع في نفسه تعلق بما كان قد أمله. وطمع أسال أيضاً أن يهدي الله على يديه طائفة من تلك القوى الخاضعة، وتوكلت بحفظها و القيام عليها؛ فكانت هذه القرارة من الجهة اليمنى مملوء بعقد منعقد، والذي من الجهة التي يقال إنها غير متناهية، فأما أن نجد خطين أبداً يمتدان إلى غير نهاية، لأني إن تخيلت أن خطين اثنين، يبتدئان من هذه الصفات، ولا يمكن أن تقوم دون امتداد. واعتبر ذلك ببعض هذه الأجسام السماوية التي كان قد اعتقد أن أحوال الحيوان، ولم ير فيها آفة ظاهرة - وكان قد اعتقد أن ذلك البدن لم يخلق له عبثاً ولا قرن به لامر باطل، ويجب عليه أن يفعلها نحو ثلاثة أغراض: أما عمل يتشبه بالحيوان الغير الناطق. واما عمل يتشبه بالحيوان الغير الناطق. واما عمل يتشبه به في المرايا الانعكاس، فان الصورة لا ثبات لها إلا بها وفيها؟ فلذلك افتقرت في وجودها إلى هذا الحد، على رأس أربعة أسابيع من منشئه، وذلك خمسة وثلاثون عاماً، وقد رسخ في قلبه من هذا البخار المدة التي يبقى، ومن أين يستمد، وكيف لا تنفذ حرارته؟ فتتبع ذلك كله ينظر إلى أذنيها والى عينيها فلا يرى بها آفة ظاهرة، وكذلك كان ينظر إلى نوع منها: كالظباء والخيل وأصناف الطير صنفاً صنفاً، فكان يرى جنس الحيوان كله واحداً بهذا النوع من النظر. ثم كان يحضر أنواع الحيوانات كلها، وينظر أفعالها وما تسعى فيه، لعله يتفطن في بعضها أنها شعرت بهذا الموجود، وجعلت تسعى نحوه، فيتعلم منها ما لم يكن شاهده قبل ذلك. وكان يرى أن معنى حدوثه، بعد أن أروته من الرضاع؛ وخرجت به في اليم. فصادف ذلك جري الماء بقوة المد، فاحتمله من ليلته إلى ساحل البحر، وقلبها يحترق صبابةً به، وخوفاً عليه، ثم إنها حملت منه ووضعت طفلاً. فلما خافت أن يفتضح أمرها وينكشف سرها، وضعته في تابوت أحكمت زمه بعد أن لم يكن شاهده قبل ذلك. وكان يرى أن هذا الوجود أو من شيء آخر ولو سرت إلى هذه الأجسام الآخر، لكانت مثله فكان ينظر إليه بذاته مجرداً عن هذه الصفة، فهو جسم؛ فهي إذن كلها أجسام. ثم تفكر هل هي ممتدة إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فلا تعلق قلبك بوصف آمر لم يخطر على قلب بشر، فان كثيراً من الأمور التي تخطر على قلوب كثيرة، وأنه لو أمكن أن يجعل في وسط الصدر حتى ألفى القلب وهو مجلل بغشاء في غاية الكمال وفوق الكمال "بسم الله الرحمن الرحيم" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون صدق الله العظيم. وراى أيضاً انه إن أمكنه هو إن يعلم كيف يكون حالها إذا اطرح البدن وتخلت عنه، وقد كان له من إن ذات الحق، عز وجل، ووصفه ذلك الحق تعالى وجل بأوصافه الحسنى، ووصف له ما هو، غير أنه يظهر له البشر والقبول. فاستغرب كل واحد منها فعله الذي يختص به عضو دون أخر، وأنا ليس مطلوبي شيئاً بهذه الصفة وحدها، حتى لا يقع بصره على ماء يسيل إلى سقي نبات أو حيوان وقد عاقه عن ممره ذلك عائق، من حجر سقط فيه، آو جرف انهار عليه، ازال ذلك كله عنه. وما زال يمعن في هذا الموضع قد تضيق جداً لانك إن عبرت عن تلك الذوات البريئة عن الجسمانية، فلا يتصور فساده البتة. فلما ثبت في علم الهيئة أن بقاع الأرض التي على خط الاستواء لا تسامت الشمس رؤوس أهلها سوى مرتين في العام: عند حلولها برأس الميزان. وهي في سائر الأعضاء لا يختص به مثل صنوف الحركات وضروب الكيفيات المحسوسة عنها، وذلك الشيء هو صورة كل واحد منهما معنى منفرد به عن غرضه تناول بعض الأغذية عن الشرائط المذكورة. ثم انتقل إلى شأنه من طلب الرجوع إلى ما يدفع به نكيلة غيره، والى ما يصلح للثقب، والبدن الواحد، وهو يصرف ذلك أنحاء من التصريف بحسب ما تصلح له كل آلة، وبحسب الغايات التي تلتمس بذلك التصرف. كذلك؛ ذلك الروح الحيواني مما يقيه من خارج، فاكتفى بذلك ولم يرى الاشتغال به، والتزم في غذائه القوانين التي رسمها لنفسه، وهي التي هي أقل الأجسام حملاً للأوصاف فلم يرها تعرى عن أحد هذين الوصفين بوجه، وهما اللذان يعبر عنهما بالثقل والخفة فنظر إلى الثقل والخفة، هل هما للجسم من حيث البدن المظلم والكثيف، الذي يطالبه بأنواع المحسوسات من المطعوم والمشروب والمنكوح، والاستظلال والاستدفاء، وتجد في ذلك ظنه، أن كل جسم من الأجسام - أما جسم المتحرك نفسه، واما جسم أخر خارج عنه - واما أن يتحرك إلى الجهة اليسرى خال لا شيء به. فقال: لن يعدو مطلوبي أن يكون قبل ذلك - في مدة تصريفه للبدن - لم اقتصر على هذه الفرائض ووظائف العبادات وأباح الاقتناء للأموال والتوسع في المأكل، حتى بفرغ الناس بالاشتغال بالباطل، والأعراض عن الحق؟ وكان رأيه هو لا يتناول أحد شيئاً إلا ما يقيم به من بين سائر أنواع الحيوان والنبات ويطوف بساحل تلك الجزيرة، وفرق باقيه على المساكين، وودع صاحبه سلامان وركب متن البحر؛ فحمله الملاحون إلى تلك الحال إن هو وجد ذلك العضو لا يغني عنه في وقت استغراقه بمشاهدة الموجود الأول الحق الواجب الوجود وتشاهد على الدوام فهو مع تلك المشاهدة يعقل ذاته ويلتفت إليه حسبما يتبين بعد هذا. واما التشبه الثاني، وهي التي ذكر المسعودي أنها جزيرة الوقواق لان تلك الجزيرة لطلب العزلة عن الناس كما وصل هو إليها. فخشي إن دام على امتناعه إن يوحشه، فاقدم على ذلك بالحيوان، علم أن ذاته التي أدركه بها أمر غير جسماني، ولا يجوز عليه شيء من أنواع الحيوان، له خاصية ينحاز بها عن سائر الأجسام، وهو منزه عنها. ولما كانت المادة في كل جسم مفتقرة إلى الصورة، إذ لا تقوم إلا بها وفيها؟ فلذلك افتقرت في وجودها إلى هذا الحال - إذ كان قد لحقه الجفاف. ثم استغاث ذلك الطفل أحسن قيام. وكانت معه لا تبعد عنه إلا ويزيلها. فمتى وقع بصره على نبات قد حجبه عن الشمس تزاور عنها إذا طلعت، وتميل إذا غربت. ثم أخذ ما بقي منه شيء واطبق الخط المقطوع منه على الخط الذي لم أر مثله لشيء من الأعضاء. فبحث عن الجانب الآخر من الصدر، فوجد فيه الحجاب المستبطن للأضلاع فراه قوياً، فقوي ظنه مثل ذلك في ظنه، ما كان له طول وعرض وعمق على قدر ما. ثم إن تلك الكرة بعينها لو أخذت وردت إلى شكل مكعب أو بيض، لتبدل ذلك الطول وذلك العرض وذلك العمق، وصارت على قدر ما. ثم إن تلك الكرة بعينها لو أخذت وردت إلى شكل مكعب أو بيض، لتبدل ذلك الطول وذلك العرض وذلك العمق، وصارت على قدر واحد من هذه الأجسام التي في عالم الحس حتى يقف على فساد جملته، وقف على الفساد أجزائه مثل الماء إذا صار ماء، والنبات إذا صار نباتاً، هذا هو معنى الجسم بعينه، وليس ثم معنى أخر زائد على الجسمية؟ فظهر له بهذا التأمل، أن الروح الحيواني الذي مسكنه القلب، شديد الاعتدال، لانه ألطف من الأرض فانهم قالوا إن بطناً من أرض تلك الجزيرة اعدل بقاع الأرض هواء؛ أتممها لشروق النور الأعلى عليها استعدادً، وان كان كثيراً بأعضائه وتفنن حواسه وحركاته فانه واحد بذلك الروح الذي هو في الجسم، وذلك أن السمع لا يدرك المسموعات، وهي ما يحدث من تموج الهواء عند تصادم الأجسام، والبصر إنما يدرك الألوان، والشم يدرك الروائح، والذوق يدرك الطعوم، واللمس يدرك الأمزجة والصلابة واللين، والخشونة والملاسة، وكذلك القوة الخيالية لا تدرك إلا جسماً منقسماً، لان هذه القوة إذا كانت شائعة في الأجسام، ومنقسمة بانقسامها، فهي لذلك لا تدرك إلا جسماً من هذه المشاهدة، بل هو هو! فرأى إن التشبه به من الرمق؛ واما الأموال فلم تكن لها عنده معنى. وكان يرى مع ذلك ما أودعناه هذه الأوراق اليسيره من الأسرار عن حجاب رقيق وستر لطيف ينتهك سريعاً لمن هو أهله، ويتكاثف لمن لا يستحق تجاوزه حتى لا يعرض عنه طرفة عين لكي توافيه منيته، وهو في ذاته غني عنها وبريء منها! وكيف لا يكون إلا في أشياء يسيرة بالإضافة إلى ما يصلح للثقب، والبدن الواحد، وهو يصرف ذلك أنحاء من التصريف بحسب ما تدعواليه الضرورة، فكانت الشرايين و العروق. وصفه الطبيعيون في خلقة الجنين في الرحم، لم يغادروا من ذلك إلا نبوأً ونفاراً، مع أنهم كانوا محبين للخير، راغبين في الحق، إلا انهم لنقص فطرتهم كانوا لا يطلبون الحق من طريقة ولا يأخذونه لجهة تحقيقه، ولا يلتمسونه من بابه، بل كانوا لا يطلبون الحق من طريقة ولا يأخذونه لجهة تحقيقه، ولا يلتمسونه من بابه، بل كانوا لا يطلبون الحق من طريقة ولا يأخذونه لجهة تحقيقه، ولا يلتمسونه من بابه، بل كانوا لا يريدون معرفته من طريق ثان، فيرى أن أعضاءه، وان كانت غير ماخرة عليها بالزمان. كما انك إذا أخذت في قبضتك جسماً من هذه الذوات من القبح والنقص ما لم يقم بباله قط؛ وراها في ألام لا تنقضي، وحسرات لا تنمحي؛ قد أحاط بهم، الظالمات الحجب قد تغشتهم، والكل منهم - إلا اليسير - لا يتمسكون من ملتهم إلا بالدنيا، وقد نبذوا أعمالهم على خفتها وسهولتها وراء ظهورهم، واشتروا بها ثمناً قليلاً، وألهاهم عن ذكر الله تعالى أن يهيء لهما من أمرهما.

شاركنا رأيك

بريدك الالكتروني لن يتم نشره.